لتوبه قبل الندم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
التوبة قبل الندم
أختاه : توبي قبل الندم ،ارجعي قبل فوات الأوان ، فإن لك رب غفور رحيم، مهما كبر الذنب وعظم،فالإنسان خلق ضعيفا وجبل على الخطأ،والنبي صلى الله عليه وسلم قال:(كل بني آدم خطاء وخيرالخطائين التوابون.والله سبحانه وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيئو النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئو الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، فأين أنت ،استيقظي من غفلتك،قومي وقولي وعجلت إليك ربي لترضى
تذكري قول الله تعالى في الحديث القدسي:(يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم) رواه مسلم ـ صحيح الجامع
فلم لا ترجعي؟، أمامك الوقت، باب التوبة مفتوح آناء الليل وأطراف النهار، ولا تقنطي من رحمة العزيز الغفار فهو القائل سبحانه {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
والله سبحانه يفرح بتوبتك ،والنبي صلى الله عليه وسلم ضرب لنا مثلا وقال :( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضٍ فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بحطامها ثم قال ـ من شدة الفرح ـ اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح) رواه البخاري ومسلم
أختاه : الاطمئنان والفرح والسعادة في التوبة والرجوع إلى الله ، لا تقولي أنك لا تذنبين، فكم من مرة اغتبت وكم من مرت أغضبت زوجك وكم من مرة سببت أطفالك وجلست في مجالس السوء وأغضبت رب العالمين وووو...
فتذللي وانكسري للحي الذي لا يموت ، فهو القائل سبحانه (يا ابن م إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي يا ابن لآدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ـ أي بقرب ما يملأ الأرض من الخطايا ـ ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع
فما عليك إلا أن تندمي وترجعي ولا تعودي لما كنت عليه من المعاصي فالنبي صلى الله عليه وسلم قال (الندم توبة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له)حسنه الألباني في صحيح الجامع
والله تعالى قال {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء110
أختاه : تقربي إلى الله جل وعلا، فمن تقرب إليه شبرا تقرب الله إليه ذراعا ومن تقرب إليه ذراعا تقرب الله إليه باعا ومن أقبل إلى الله عز وجل ماشيا أقبل الله إليه مهرولا والله أعلى وأجل والله أعلى وأجل، والله أعلى وأجل
فالتوبة لها فوائد كثيرة منها محبة الله لك،قال تعالى: (ِانَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة:222
التوبة سبب في سعة الرزق قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12}نوح
التوبة تبدل السيئات إلى الحسنات فال تعالى{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70
التوبة تطهر القلب قال عليه الصلاة والسلام ( إن العبد إذا أخطأ نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه وهو الران الذي ذكر الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }المطففين14
التوبة تمحو عنك الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم:(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) والمهم أنها طاعة لأمر الله تعالى فهو القائل سبحانه { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
فأعيني نفسك على التوبة، استشعري قبح الذنب وضرره عليك في الدنيا والآخرة، اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها،اتخذي لنفسك رفقة صالحة تعينك على الخير، داومي على ذكر الله في جميع الأوقات فإنه مطردة للشيطان، التجئي إلى الله في الثلث الأخير من الليل فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم:(يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟) رواه البخاري
أختاه : انظري قصص التائبين لعلها تحي قلبك ،فها هي امرأة تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى، فتقول: يا نبي الله، أصبت حدا فأقمه علي،فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليها، فقال:(أحسن إليها، فإذا وضعت فائتني بها) ففعل، فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فَشُكّتْ عليها ثيابها، ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها، فقال له عمر: تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت؟ فقال: (لقد تابت توبة، لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى؟)
وكذلك قصة ماعز ابن مالك وقصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفس اقرئيها، فالمقال لا يتسع لذكرها لعلها تحي قلبك فتستيقظي من غفلتك فتتوبي توبة نصوحا تري من خلالها الجنة، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التحريم8
وأخيرا أسأل الله العظيم أن يجعل هذا المقال خالصا لوجهه الكريم و يرزقني وإياك توبة صادقة يطهرنا بها من كل ذنب.
دع عنك ما قد فات في زمان الصبا واذكر ذنوبك وابكها يا مذنبُ
لـم ينـســهُ المـلـكــان حـيـن نسـيـتـه بـل أثـبتـاه وأنـت لاه تلـعــبُ
والـروح مـنـك وديـعــة أودعــتهــا ستردها بالرغم منك وتسـلبُ
وغـرور دنـياك الـتي تسـعـى لـهـا دارٌ حقـيـقـتها مـتـاعٌ يـذهـبُ
اللـيـل فـاعـلـم والنـهــار كلاهـمــا أنفـاسنا فيهـما تعد وتحسـبُ
تحيتي