">مدخل
أيُهَا المَاضِيْ .,! لا تغيِّرنَا كُلمَا إبتعدنَا عنكَ
أيُهَا المُستقبلْ .,! لا تسألنَا مَنْ آنتمْ ..وَمَاذا تُريدونَ مِنيْ ؟ نحنُ أيضاً لآ نَعرفْ ]
أيُها الحَاضِرْ .,! تحملنَا قلِيلاً فَلسنَا سِوىَ عَابِريّ سَبيّلْ ثُقلاءْ الظل !.... ((( محمود درويش )))
(((1)))
قاس أنتَ !!
قالتها وهي تعلم أنني أحترف تفاصيل جراح أيامي ، وأغادر روحا تقسو على جسد منهك يبيحُ سواحلَهُ لأمواج الحياة العاتية … وأعيش طقوس قصيدة رثاء ليست بالشعر ، بل هي حزن مقفى !!
ترى هل رأيت رجلا ينشطر على الورق إلى ثلاثة:
طفل يقلم أظفار نهاراته السعيدة كل صباح …
وفتى ينخدع بحروف اسمه فيظن أنه المالك لدنياه…
وثالث يفر من بين هذه الحروف المرهقة !!
(((2)))
تتكشف الرغبات الموءودة عن جثة الغياب، وما زلنا نحترف الحياة ونستبيح الأحلام؛ نصرّ الوساوس لنحشوها في وسائدنا، ونسبِلُ ستائرَ أجفاننا على ذكرياتٍ ماضياتٍ ، وفي مدننا الحزينةِ تموتُ مواسمُ الفرح قبل الحصادِ ، ويتغلغلُ في ظمأ أعمارِنا حزنُ الشتاءِ القارسِ ، ونَخمشُ وجهَ النقاءِ ، ونقيمُ الولائمَ على واحةِ الراحلينَ إلى حتوفهم قهرًا ، ولا نمنحُ أحزانَ سيزيفَ وهمَ الفرحِ…
(((3)))
نقرأ كتابَ النساءِ !!
ونشربُ حروفَه ، ونصحو على اعتراضِ العباراتِ في النصِّ على الحواشي ، ونغفو عندَ فاصلةٍ منقوطةٍ ينتظر ما بعدها سببَ السابقِ.
يغريني فنجانُ القهوةِ الصباحيِّ بعد أن نزفتْ عروقُ الفجرِ ليليَ الطويلَ ، وكانت همساتُ الضوءِ أقصرُ من آهاتي الحرّى.
(((4)))
يا سيّدةَ لحظاتي الُمدهشاتِ … أجلسيني في دفترِ قلبكِ ، وسأكونُ طفلًا هامسًا يرسمُ بالصدقِ منديلاً دفوقَ النزفِ ، بعد أن قرأتُكِ في دفترِ الليلِ جنوناً ، ورحلتُ مع الكلماتِ التي تقطرُ اغترابًا ؛ لأدخلَ عينيكِ في خِلسةِ الْغمض ، وفي لحظةِ توقّفِ مداهمةِ الدمعِ لشطآنِ العيونِ …